قدمت الامينة العامة للمجلس الأعلى للسكان الدكتورة عبلة عماوي اليوم الاثنين محاضرة لإعضاء هيئة التدريس وطلبة جامعة اليرموك حول " العنف المنزلي في ظل جائحة كورونا"، وذلك عبر تقنية الاتصال المرئي (zoom)، بدعوة من قسم الأنثروبولوجيا في كلية الآثار والانثروبولوجيا بالجامعة.
وأشارت عماوي خلال المحاضرة إلى أن جائحة فيروس كورونا كان لها اثار وتداعيات كبيرة على مختلف الفئات السكانية في المجتمع وبالأخص المرأة، سواء من الناحية الصحية أو الاقتصادية أو الاجتماعية، الامر الذي يساهم في التقليل من دورها الفاعل والمهم بالنهوض بالمجتمع.
وبينت أن معدلات العنف الاسري ترتفع في حـالات الطوارئ بما فيها حالات تفشـي الأوبئة، ويزداد الوضع تعقيداً لدى اللاجئات والنازحات، وذلك بسبب التعايش المشترك القسري والعزل الكامل مع المعنف، ومحدودية خدمات الحماية من العنف، وصعوبة الوصول اليها وتلقيها بسبب القيود المفروضة على التنقل.
ولفتت عماوي إلى أن النساء ذوات الإعاقة وبالأخص اللاجئات هن أكثر عرضة للمعاناة من العنف الجسدي أو النفسي أو الجنسي أو المالي كما انهن عرضة للإهمال والاحتجاز والتدهور، حيث يعجزن عن الهروب، أو الدفاع عن أنفسهن، ويفتقرن الوصول إلى العدالة، مبينة انه في ظل هذه الظروف هناك صعوبات تواجههن في الحصول على خدمات الرعاية الصحية الجنسية والإنجابية، إلى جانب المواقف السلبية لمقدمي الرعاية وتكاليف الرعاية.
وبينت أن المرأة تزداد الضغوط عليها في أوقات الطوارئ والأزمات مثل جائحة كورونا، خاصة انها تتحمل أعباء الرعاية سواء للأطفال أو المسنين أو المرضى أو من ذوي الاحتياجات الخاصة، مشيرة أن المرأة في المنطقة العربية تقوم بما يقارب من 5 أضعاف أعمال الرعاية غير المدفوعة الأجر التي يقوم بها الرجال، وفي ظل اغلاق المدارس ودور الرعاية فإن ذلك يثقل الأعباء على كاهل النساء ما يؤدي إلى إرهاقهن ومضاعفة المسؤوليات عليهن.
وفي الجانب الصحي، أوضحت عماوي بأن الظروف الصحية للإناث في الأردن تضعهنّ في دائرة الخطر في ظل تفشي جائحة كورونا، حيث تشغل الإناث الحيز الأكبر في قطاع التمريض ما يجعلهن على تماس مباشر مع المصابين ويزيد من خطورة انتقال العدوى إليهنّ، كما أن نسبة انتشار الامراض المزمنة بين الاناث أكبر من الذكور، والتي بلغت حوالي 13.9% بين الاناث مقابل حوالي 11.8% بين الذكور.
وبينت انه في الجانب الاقتصادي فإن النساء في الاردن أكثر عرضة للخسائر المالية في ظل الجائحة، خاصة انهن يستحوذن على ما نسبته 56.8% من المؤسسات الفردية العاملة من المنزل، ومن المتوقع أن يتضرر هذا القطاع بصورة مباشرة بسبب الجائحة وستكون المرأة أول المتضررين، كما أن 25.6% من المشتغلات يعملن في المهن الأولية، وهي مهن ذات دخل محدود ومن الصعب تنفيذها عن بعد ما يهدد استمرارية المشتغلات بها مما يؤدي لخسارة مصدر دخلهن.
وأشارت عماوي انه يمكن للدولة التصدي للجائحة على ثلاث مستويات والتي تتمثل بالدولة القوية والحكم الرشيد الجاد، ووجود مؤسسات قوية داخل وخارج الحكومة والنظام السياسي، ووجود مجتمع متماسك ومتكافل.
وجرى ضمن المحاضرة التي حضرها ايضاً عميد كلية الآثار والانثروبولوجيا بالجامعة الدكتور هاني هياجنة ورئيسة قسم الأنثروبولوجيا الدكتورة ربى العكش مناقشة عامة حول الموضوع، اجابت خلالها عماوي على استفسارات المشاركين.