جرار دفن في كهف من سحاب

استمرت خلال العصر البرونزي المتأخر الثالث وبداية العصر الحديدي (بدايات القرن الثاني عشر قبل الميلاد) عادة دفن البالغون فكان يجري دفن الميت في جرتين كبيرتين تكسر فوهتهما عند منطقة الكتف، حيث تدخل الجثة في جرتين وتوضعان كتفاً لكتف، ثم تغلق منطقة التقاء الفوهتين المكسورتين بحجر أو بكسرة كبيرة من جرة أخرى.

وكانت جرار الدفن توضع في كهوف، وهي الشكل الأكثر شيوعاً لمدافن العصر الحديدي، لا سيما في المناطق الجبلية التي تنتشر فيها الكهوف بكثرة، ومن بينها ما كشفت عنه التنقيبات الأثرية في موقع سحاب. فقد عثر في أحد الكهوف في سحاب على ثماني جرار فخارية كبيرة مكسورة الفوهة بداخلها هياكل عظمية لأشخاص بالغين إضافة إلى جرة صغيرة دفن فيها طفل. وكانت بعض العظام محترقة مما يدل ربما على ممارسة حرق الموتى ووجدت في عدد من تلك الجرار مرفقات جنائزية ضمت أساور وخواتم برونزية وحديدية وخناجر كما عثر في الكهف ذاته على تابوتين خشبيين أحدهما لمحارب عثر بجانبه على خنجر، أما الثاني فكان لطفل.

 كذلك عثر على عدد كبير من الهياكل العظمية التي دفنت في التراب من بينها هيكل امرأة دفن على ذراعها الأيمن طفل وقد دفنت مع الموتى حاجياتهم، منها صحون وجرار فخارية وأنية من الألبستر ذات زخارف بتأثيرات مصرية، وأختام، وخناجر ورؤوس رماح واساور وخواتم واقراط للأذن والأنف ومسامير وإبر وجميعها من البرونز، إضافة إلى عقود من الخرز الملون، وحلقين للأنف من الذهب ووجدت بين تلك الحاجيات اسرجة فخارية تستخدم في طقوس إثارة القبور، فمقابر العصور السابقة والتي تواجدت في مناطق في العراء المكشوف لم يكن ثمة داع لإنارتها. أما في مقابر الكهوف والمقابر المحفورة في الصخر فقد استخدم الناس الأسرجة لإثارتها خلال زيارات الموتى أو في أثناء إعادة فتح القبر للدفن فيه ثانية.