باشر قسم الاثار في كلية الآثار والانثروبولوجيا بجامعة اليرموك أعمال التنقيبات والحفريات الأثرية في موقع تل الحصن الأثري، بهدف تدريب طلبة القسم على طرق الحفر، والتوثيق، وكتابة التقارير اليومية، والأسبوعية، والنهائية، إضافة الى المساهمة في الكشف عن المزيد من البقايا الأثرية في الموقع ودراستها و تأريخها. وأشار مشرف الحفرية الدكتور ماهر طربوش إلى أن هذه الحفريات والتنقيبات الأثرية التي يقوم بها فريق متخصص من كلية الآثار بالجامعة وطلبة الكلية تهدف الى تدريب الطلبة على أعمال التوثيق الأثري، وتوعية السكان المحليين بأهمية الموقع الأثري من الناحية التاريخية والأثرية، والسياحية، وبالتالي الوصول الى نوع من تأهيل المنطقة المختارة لتكون جاهزة لاستقبال السياح والزوار في المستقبل. وأوضح طربوش أن تل الحصن يقع على بعد 8 كم جنوب غرب مدينة إربد، على مساحة اجمالية تقدر في 90 دونم ، ويرتفع حوالي 660م عن سطح البحر، وتشير الدراسات واللقى الاثارية الموجودة حاليا في الموقع على وجود استيطان كثيف للمنطقة ابتداءا من العصر الحجري النحاسي، والعصور البرونزية، والعصر الحديدي، والفترات الكلاسيكية، وانتهاءا بالفترات الاسلامية، ومن أهم البقايا الأثرية الموجودة لغاية الآن المقابر المحيطة بالتل والتي ترجع الى العصر البرونزي ، والقلعة الاموية، وبقايا لبعض المباني السكنية، ويتوقع خلال هذا الموسم الكشف عن المزيد من المنشآت المعمارية على سفح التل الاثري.
ومن ناحية أخرى باشر قسم الانثروبولوجيا في الكلية اعمال التنقيب الأثري في موقع أبيلا الاثري ضمن مساق التدريبات الميدانية في الانثروبولوجيا العضوية باشراف الاستاذ الدكتور عبدالله الشرمان. يشارك في العمل الميداني 20 طالبا من قسم الانثروبولوجيا وثلاثة فنيين بهدف تدريب الطلبة على مهارات البيواركيولوجي الميدانية (الرسم والتصوير والمسح الاثري باستخدام جهاز الرادار والتوثيق وتحليل البقايا العظمية) وبالتالي فهم الحياة الاجتماعية لسكان المنطقة خلال الفترتين الرومانية والبيزنطية. ويعتبر هذا الموسم استكمالا لموسم 2019 والذي تم العثور فيه على مجموعة من المدافن المختلفة واللتي ثبت من خلال دراستها امكانية تأريخ المدفن بناءا على الطراز المعماري له.
وأوضح عميد الكلية الأستاذ الدكتور هاني هياجنه أن هذين العملين يعدان من الأعمال الميدانية الدورية التي تقوم بها الكلية لتدريب طلبتها ومنتسبيها، علاوة على أعمال أخرى مختلفة تضطلع بها الكلية في مناطق أخرى من المملكة، نحو الأعمال الميدانية في منطقة قلبان بني مرة في جنوب الأردن، والمسح الميداني للنقوش العربية الشمالية القديمة في البادية الشمالية الشرقية، واعمال الحفر والتنقيب والتوثيق في منطقة ام السرب في محافظة المفرق، والمسح الميداني الذي كان مقررا بالتعاون مع مركز الوطني الفرنسي للابحاث في مناطق قرى زينب، جنوب شرق مادبا، يضاف إليها اعمال أخرى لم يكتب لها القيام في الربيع الفائت نظرًا لجائحة كورونا التي حالت دون حضور شركاء الكلية من المؤسسات والجامعات الأجنبية إلى الأردن.